مصطلحات في الصراع العربي الإسرائيلي

مصطلحات في الصراع العربي الإسرائيلي ( الحلقة الأولي
)
بقلم أمنية سالم

يتأجج تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، بالعديد من
المفاهيم السياسية والدينية والإيديولوجية والأقتصادية والتاريخية ، التي يصعب فهم
محاور الصراع بدونها ، ولذا عكفت علي أعداد هذه السلسة من الحلقات في مصطلحات هذا
الصراع التاريخي المعقد والمتعدد الجوانب والأبعاد .

أولا: مصطلح " عبراني "


يطلق اليهود علي أنفسهم العبرانيون ، ويفضلون تلك التسمية حيث يستخدمونها
في كتابتهم المختلفة لاسيما الكتابات الدينية ، ولهذا المصطلح العديد من التفسيرات
ولربما لذلك يفضل اليهود اللجوء لهذا المصطلح لميلهم الدائم للغموض ، فأحد هذه
التفسيرات ترجع هذا المصطلح إلي الفعل (عبر ) أي مضي أو تجاوز أمر من مكان إلي
أخر.، يعزو بعض اللاهوتيين أصل هذه التسمية إلى التوراة نسبة إلى عابر بن سام بن
نوح بينما يرى البعض أن العبريين هم الذين جاءوا مع نبي الله إبراهيم-عليه السلام-
من بلاد الكلدانيين إلى أرض كنعان إذ سموا بذلك لأنهم عبروا نهر الفرات متجهين إلى
تلك البلاد أو لأنهم عبروا نهر الأردن في تجوالهم في بلاد كنعان إلا أن هذا القول
يرد عليه بأن العبور لم يكن خاصاً باليهود وإنما كانت صفة عامة للعرب الساميين.

ويطلق اليهود علي العبرانيون القدامي أسم يسرائيليون ، وهو بالطبع مفهوم يختلف
عن الإسرائيليين الذي يقصد به سكان دولة إسرائيل التي أقيمت عام 1948.

ثانيا
:اليهودي
اليهود هم كل من أعتنق الديانة اليهودية ، وكل من يولد من أم يهودية
وأن كانت هناك العديد من التصنفيات داخل مفهوم اليهودي :-

2-1 اليهودي
الملحد : هو اليهودي الذي يستمر في تسمية نفسه يهوديا رغم كونه أنه لايؤمن بالإله ،
ولا بالعقيدة اليهودية ، التي يري أنها مجرد فلكور وجزء من تراثه الإثني
.

2-2اليهود المتدنيون :وهؤلاء يؤمنون باليهودية دينا توحيديا ، ويرون أن
اليهود شعب بالمعني الديني ، وأن العناصر القومية الأثنية في الدين اليهودي ( مثل
العودة والإرتباط بالأرض ) هي في جوهرها مفاهيم دينية لايتم تحقيقها إلا بمشيئة
الإلة ، وأنه لايجب تدخل البشر في تحقيقها ، وهذا الفريق معاد للصيهونية ورافض
للدولة الصيهونية ، ويعتبرها فعل من أفعال الشيطان ، ومن أهم ممثلي هذا الأتجاه
جماعة الناطوري كارتا ( نواطير المدينة ) التي تكافح ضد الصيهونية
.

الصيهونية : صهيونية (بالعبرية:ציונות) هي حركة سياسية وطنية يهودية كان
هدفها الرئيسي إقامة دولة يهودية في فلسطين، وذلك بتشجيع هجرة اليهود في أنحاء
العالم كافة إلى فلسطين ("إيريتس يسرائيل" حسب التسمية اليهودية التقليدية) وإقامة
تجمعات يهودية جديدة في هذه البلاد. وفي أيار/مايو 1948 حققت الصهيونية هذا الهدف،
بتأسيس دولة إسرائيل واعتراف معظم دول العالم بها. أما بعد تأسيس دولة إسرائيل
فتستهدف الحركة الصهيونية إلى تعزيز العلاقات بين المجتمعات اليهودية في أنحاء
العالم ودولة إسرائيل وتشجيع يهود من بلدان مختلفة لزيارة إسرائيل والهجرة
إليها.

ثالثا الصيهونية والعلمانية العلاقات والتحام المفاهيم



العلمانية: تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة
والحياة العامة، وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين
لأسباب ذاتية غير موضوعية.
العلمانية الجزئية: هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل
مع الأبعاد الكلية والمعرفية، ومن
ثم لا تتسم بالشمول، وتذهب هذه الرؤية إلى
وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبر عنه بعبارة "فصل
الدين عن الدولة"، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من
الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود ميتافيزيقا وما ورائيات،
ويمكن تسميتها "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية."
العلمانية
الشاملة: رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم
المطلقة
والغيبيات بكل مجالات الحياة، ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي
للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع
المادي لا الروحي،ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطبيعية المادية"(نسبة للمادة و
الطبيعة) . )


وينقسم العلمانين اليهود إلي علمانيون شاملون ، وعلمانيون
جزئيون
العلمانيون الشاملون : ظهر تيار العلمانيون اليهود الشاملين ، مع ظهور
الحركات القومية في اروربا ، وظهر هذا التيار العلماني الشامل الذي يعتبر الصيهونية
هي الأساس القومي لليهود ، وهذا التيار هو الذي أسس المنظمة الصيهونية العالمية ،
وهو الذي شيد المستوطن الصيهوني ، وأهم ممثل لهذا التيار هو المؤسسة العمالية في
إسرائيل بأحزابها ومستوطناتها .

العلمانيون الجزئيون : هذا تيار صغير الحجم
، وضئيل التأثير داخل إسرائيل ، وهم الذين يرفضون الدين اليهودي ، ولايقبلون
الصيهونية ، وهم الذين يرفضون أن تتأخد أي قرارت لاسيما القرارت السياسية علي أساس
ديني ، ومن أمثلة هؤلاء أوري أفنيري وآربيه إلياف