الشهيد القائد وائل نصارلم
يدر بخلد أحد عندما حدث القصف الصهيوني الغادر فجر يوم الأحد الماضي في حي الزيتون
أنه سيكون خاتمة حياة أحد أبرز قادة الجهاد والمقاومة في قطاع غزة ، ومهندس
الاستشهاد يين القائد وائل نصار ، لما يتمتع به من حس أمني عالي وتحركات دقيقة
ومحسوبة ، ولكنه القدر الذي لا راد له ، فقد آن الأوان لك يا أبا المعتصم أن تستريح
من عناء السفر بعد رحلة طويلة من الجهاد والمقاومة في صفوف القسام أذقت فيها بني
صهيون الشهد والعلقم على مدار عشر سنوات مضت .
** الميلاد
والنشأة
عندما كان يستشهد أحد من الشهداء القساميين وخاصة القادة منهم كان
الشهيد وائل المصدر الأول لي في الحصول على المعلومات الخاصة بالشهداء وها هو جاء
اليوم الذي نكتب فيه عنك يا أبا المعتصم ، فلم تبخل في يوم من الأيام علي في أي
معلومة لا زود فيها تقاريري ، ومن باب الوفاء له كانت هذه الأسطر لعلنا نوفيه بعضا
من حقه علينا .
ولد الشهيد القائد القسامي وائل نصار عام 1973 في مدينة غزة
وهو من أسرة فلسطينية مجاهدة مناضلة قدمت الكثير من التضحيات والشهداء ، ويشهد على
ذلك العدو قبل الصديق لما قدمته وتقدمه هذه العائلة المجاهدة المباركة، ولد القائد
وائل بعد أن هجرت عائلته نصار من قريتها بيت دراس في فلسطين المحتلة عام 48 ، وتلقى
تعليمه الابتدائي في مدرسة الإمام الشافعي للاجئين ، والمرحلة الإعدادية في مدرسة
الفلاح الإعدادية ، والثانوية في مدرسة الكر مل قبل أن يلتحق في كلية أصول الدين
بالجامعة الإسلامية .
** ملتزم منذ صغره
كان الشهيد وائل الأول من
بين إخوانه الثمانية التزاما في مسجد الإمام الشافعي رغم أنه أصغرهم سنا وكان حينها
يبلغ الثالثة عشر عاما ، حيث تميز بنشاطه الملحوظ والتحق مع بداية الانتفاضة الأولى
عام 1987 في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس ضمن جهاز الأحداث التابع للحركة في
منطقة الزيتون ، وواصل عمله في صفوف الجهاز حتى اعتقل ضمن الضربة الصهيونية الثانية
لحماس عام 1991 حيث أمضى أحد عشر شهرا في سجون الاحتلال .
** في جهاز
الأمن
بعد خروجه من السجن شكل مع مجموعة من إخوانه المجاهدين في حي الزيتون
مجموعة الأمن لخطف العملاء حيث قام مع مجموعته باختطاف أحد العملاء وقاموا بالتحقيق
معه داخل إحدى البارات وخلال التحقيق كشفت قوات الاحتلال أمر المجموعة فلاحقتهم فما
كان من القائد وائل إلا أن قام بالتغطية على انسحاب إخوانه ولاحقته قوات الاحتلال
داخلها حتى تمكنت من اعتقاله ونقل على الفور إلى سجن غزة المركزي حيث تعرض لصنوف
متعددة من العذاب استمرت أكثر من شهرين ، إلا أنه لم يعترف بأي شئ رغم اعتراف
العميل عليه ، فأطلق سراحه .
** في صفوف القسام
فور خروجه من السجن
التحق في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ضمن المجموعات الأولى حيث عمل تحت إمرة
الشهيدين القائدين عماد عقل وعوض سلمي وكانت بداية فترة مطاردة القائد عوض حيث قال
له عماد حينها " أوصيك يا وائل بعوض سلمي خيرا وكان له سائقا وساعده في كل ما يريد
" ، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من عمل الكتائب.
** عملياته في الانتفاضة
الأولى
شارك القائد وائل رفيق دربه القائد عوض سلمي في العديد من العمليات
النوعية ضد قوات الاحتلال الصهيوني أبرزها عملية صهريج الوقود على الخط الشرقي
والتي قتل فيها جنديين صهيونيين ، وكمين على الحدود الشرقية لمدينة غزة لجيب عسكري
بالقنابل والأسلحة الرشاشة أدى إلى مقتل وإصابة من فيه وكانت هذه العملية في بداية
عودة السلطة الفلسطينية ، وعملية شارع عمر المختار التي قتل فيها جندي صهيوني قنصه
القائد عوض ، عملية مركز جباليا في اليوم الأول للانسحاب الصهيوني من غزة عام 1994
وغيرها من العمليات التي وردت في مذكرات الشهيد القائد عوض وكان شهيدنا وائل في تلك
الفترة بمثابة المرافق الشخصي للقائد عوض حيث قام الاثنان بتشكيل خلايا مسلحة في حي
الزيتون .
** خرج لعملية استشهادية
مع عودة السلطة الفلسطينية أراد
الشهيد وائل تنفيذ عملية استشهادية لكن إرادة الله لم تشأ ذلك حيث إنه ركب السيارة
المفخخة وسار بها لمسافة 200 متر إلا أن السيارة تعطلت ولم تحدث العملية وانكشف
أمرها ، ومن هنا بدأت المطاردة الفعلية لشهيدنا وائل حيث حاصرته قوات من الشرطة
الفلسطينية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة برفقة الشهيد القائد عوض سلمي في منزل
الشهيد القائد إبراهيم النفار " أبو خليل " ورفض المجاهدون تسليم أنفسهم أو الهروب
من المنزل واشتبكوا مع أجهزة الأمن حتى توصل الطرفان إلى اتفاق سلم المجاهدون
بموجبه أنفسهم إلى جهاز المخابرات الفلسطيني واعتقل وائل وعوض لمدة أسبوع ثم أطلق
سراحهم بعده وواصلوا عملهم العسكري في صفوف كتائب القسام .
** في سجون
الوقائي
اعتقل الشهيد وائل ضمن حملة الاعتقالات ضد أبناء الحركة الإسلامية
في سجن الأمن الوقائي وعذب عذابا شديدا إلا أنه لم يعترف بأي من التهم التي وجهت
إليه رغم شدة التعذيب الذي أدهش المحققين أنفسهم لدرجة أن أحدهم قال له يا وائل لو
أطلقت سراحهم هل ستخرج لتنفذ عملية استشهادية ؟؟ ، فكان الرد من وائل سأنفذها ولا
أخشى في الله لومة لائم " فدهش المحقق من إجابة القائد وائل ، وحاول الوقائي مساومة
وائل على إطلاق سراحه مقابل عمله معهم فرفض ذلك بكل صوره وأشكاله ورد بقوله سأبقى
في السجن إلا أن يشاء الله لي ذلك وسأخرج معززا مكرما .
** وعاد الفارس إلى
ميادين الجهاد
وبعد أربع سنوات من السجن أطلق سراح القائد وائل بعد مرور
ثلاثة أيام من اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة وقام بشراء سلاحه الشخصي وجند بعض
الشباب في صفوف كتائب القسام وأشرف على العديد من العمليات مثل زرع العبوات وإطلاق
الهاون على المغتصبات الصهيونية وكانت جميع هذه العمليات يعلن عنها باسم حزب الله
فلسطين وقوات عمر المختار ، وكان العمل العسكري في تلك الفترة تقوم به مجموعة قليلة
من المجاهدين كان في مقدمتهم الشهداء " عوض سلمي ، سهيل زيادة ، ياسر طه ، محمود
عيسى ، جهاد أبو سويرح ، عبد الله عقل ، والجريح خليل السكني .
وفي تلك
الفترة قام الشهيد وائل بنفسه بتدريب المئات من أبناء حركة حماس على السلاح واشترى
من ماله الخاص العديد من الرصاص لتدريبهم على الإطلاق الحي .
في تلك
الفترة استشهد القائد القسامي عوض سلمي خلال زرعه عبوة ناسفة على جبل المنطار ، مما
كان له الأثر البالغ على القائد وائل الذي بكى كثيرا وتألم لفراق رفيق دربه عوض
الذي كان له الدور الجهادي الأبرز في الانتفاضتين وسرعة رحيله في بداية الانتفاضة ،
إلا أن ذلك كان الدافع الأقوى له لممارسة طريق الجهاد والمقاومة ، حيث كان يصنع
العبوات الناسفة في بيته وغرفة نومه غير عابئ بالأخطار ، وكان برفقته الشهيد القائد
ياسر طه ، والجريح خليل السكني .
** صواريخ الهاون
عندما استشهد
الشهيد القسامي محمد ياسين نصار بتاريخ 13-4-2001 كان شهيدنا وائل يشرف على إطلاق
قذائف الهاون ، وكان الشهيد محمد نصار يقوم بتصنيع العبوات في بيته فيم كان وائل
يقوم باستلامها ونصبها على الطرقات قرب المغتصبات الصهيونية وبعد استشهاد محمد قصف
وائل مغتصبة "اجدوروت" بعدة قذائف هاون ولأول مرة أصابت القذائف مدينة "اجدوروت"
كرد أولي على استشهاد محمد .
** محاولة الاغتيال الأولى
بتاريخ
15-5-2001 خرج الشهيد وائل برفقة رفيق دربه الشهيد القسامي عبد الحكيم المناعمة
وأحد أبناء كتائب القسام لإطلاق مجموعة من قذائف الهاون على مغتصبة "كفار عزة" شرق
مدينة غزة ، وخلال القصف اكتشفت قوات الاحتلال أمرهم فأطلقت عليهم القذائف ما أدى
إلى استشهاد الشهيد المناعمة وإصابة الشهيد وائل في فخذه بصورة خطيرة ومن شدة ما
نزف من دماء ظن أهله وأصدقائه أنه مفارقهم خلال لحظات إلا أن إرادة الله ادخرته
لموقف آخر .
بعد خروجه من المستشفى عمل مع ابن عمه الشهيد القائد زاهر نصار
في تصنيع العبوات والقنابل وقذائف الانيرجا التي كانت تصنعها مجموعة زاهر وهم
الشهداء " ياسين نصار ، صلاح نصار ، محمد الدحدوح ، سمير عباس ، أحمد الدهشان ،
محمود البورنو ، حسين شهاب .وكان وائل يوزعها على المناطق .